المجلس الأعلى للسلطة القضائية يراهن على حكامة تدبير الوضعية المهنية ‏للقضاة لتحقيق رهانات الكفاءة والاستقلالية‏ المجلس الأعلى للسلطة القضائية يراهن على حكامة تدبير الوضعية المهنية ‏للقضاة لتحقيق رهانات الكفاءة والاستقلالية

31 أكتوبر 2025آخر تحديث : منذ 7 ساعات
med246
مجتمع
المجلس الأعلى للسلطة القضائية يراهن على حكامة تدبير الوضعية المهنية ‏للقضاة لتحقيق رهانات الكفاءة والاستقلالية‏ المجلس الأعلى للسلطة القضائية يراهن على حكامة تدبير الوضعية المهنية ‏للقضاة لتحقيق رهانات الكفاءة والاستقلالية

أكد المجلس الأعلى للسلطة القضائية، ضمن تقريره برسم سنة 2024، أنه يراهن على حكامة تدبير الوضعية المهنية ‏للقضاة لتحقيق رهانات الكفاءة والاستقلالية.
وطبقاً للفصل 113 من الدستور، يضطلع المجلس الأعلى للسلطة القضائية بمسؤولية السهر على ‏تفعيل الضمانات الممنوحة للقضاة، خصوصاً ما يتعلق باستقلالهم وتعيينهم وترقيتهم وإحالتهم إلى التقاعد ‏وتأديبهم.

وفي هذا الإطار، أفاد تقرير المجلس الأعلى، بأنه “عملاً بمقتضيات الفصل 116 من الدستور والمادة 57 من القانون التنظيمي رقم ‏‏100.13، عقد المجلس خلال سنة 2024 دورتين عاديتين: الأولى انطلقت في 30 يناير واستمرت إلى غاية 24 ‏يوليوز، عقد خلالها 20 اجتماعاً، والثانية كانت خلال الفترة من 12 شتنبر إلى 17 دجنبر، وشهدت عقد 8 ‏اجتماعات، ليكون مجموع اجتماعات المجلس خلال السنة هو 28 اجتماعاً‎”.

وخلال هاتين الدورتين، يضيف التقرير، تداول المجلس في قضايا متعددة تهم الوضعية المهنية للقضاة، من أبرزها ‏اقتراح تعيين الملحقين القضائيين في السلك القضائي، والبت في المناصب الشاغرة للمسؤولية القضائية، ‏وتعيين نواب المسؤولين القضائيين، فضلاً عن إسناد بعض المهام القضائية أو إعفاء القضاة منها. كما ‏شملت الأشغال دراسة ملفات الترقية برسم سنة 2023، وتدبير الحركة الانتقالية، إضافة إلى إحالات إلى ‏التقاعد‎.‎

وقد عالج المجلس هذه القضايا وفق مقاربة قائمة على الشفافية وتكافؤ الفرص والحياد، ملتزماً ‏بالضمانات الدستورية المخولة للقضاة، ومعتمداً في ذلك على الضوابط والمعايير المنصوص عليها في ‏القانونين التنظيميين 100.13 و106.13، وكذا مقتضيات النظام الداخلي للمجلس‎.‎

‏أولا: التعيينات القضائية لسنة 2024: ضخ دماء جديدة وتعزيز الكفاءة في ‏تدبير المسؤولية‏

يشكل ملف التعيينات في مناصب المسؤولية القضائية أحد المحاور الجوهرية في تدبير الوضعية ‏المهنية للقضاة، إذ يضطلع المجلس الأعلى للسلطة القضائية بمهمة تعيين القضاة في مختلف المناصب ‏والمهام، بما يضمن السير الطبيعي للمحاكم ورفع مستوى أدائها بالكفاءة والفعالية اللازمتين‎.‎

وفي هذا السياق، شهدت سنة 2024 سلسلة من القرارات النوعية شملت التعيين في مناصب ‏المسؤولية القضائية الشاغرة، وإدماج الملحقين القضائيين في السلك القضائي، وتعيين نواب للمسؤولين ‏القضائيين، فضلاً عن تعيين رؤساء أقسام قضاء الأسرة وقضاة للقيام بمهام خاصة‎.

1.‏ التعيين في مناصب المسؤولية القضائية الشاغرة:

يولي المجلس الأعلى أهمية قصوى لتعيين المسؤولين القضائيين، اعتباراً لدورهم المحوري في تنزيل ‏مشروع إصلاح العدالة وتفعيل المخطط الاستراتيجي للمجلس‎.

وقد خُصِّصت لهذه العملية مسطرة دقيقة، تشمل تطوير آليات التعيين، ودراسة ملفات المرشحين وفق ‏معايير الكفاءة والاستحقاق المنصوص عليها في القانون التنظيمي للمجلس ونظامه الداخلي‎.‎

وقد بلغ مجموع التعيينات في مناصب المسؤولية القضائية خلال سنتي 2024 (دورتي يناير وشتنبر)‎27 ‎ تعييناً، بينها 24 من الذكور و3 نساء، أي بنسبة 11,25% من مجموع المناصب القضائية بالمملكة. ‏واللافت أن ‏‎14 ‎ قاضياً‎ (52%) ‎تقلدوا مهام المسؤولية لأول مرة، في تجسيد عملي لخيار المجلس في تشبيب ‏القيادة القضائية واستثمار الطاقات الشابة‎.‎

2.‏ تجويد منهجية تعيين المسؤولين :

تنفيذاً للمخطط الاستراتيجي (2021 – 2026)، وضع المجلس هدفاً أساسياً يتمثل في ضخ دماء ‏جديدة وتوسيع قاعدة الكفاءات القضائية المؤهلة لتحمل المسؤولية‎.

وقد تبلور هذا التوجه من خلال إصدار قرار تنظيمي (2 يوليوز 2024) يحدد آليات عمل اللجان المكلفة ‏بدراسة ملفات المرشحين، وضبط معايير التقييم التي تراعي المؤهلات العلمية والمهنية، والسلوك القضائي، ‏والقدرات التواصلية والتنظيمية، والتصورات المقدمة لتطوير الإدارة القضائية‎.‎

3.‏ حصيلة أربع سنوات من التغيير :

منذ 2021، نجح المجلس في مراجعة ‏‎274 ‎ منصبا للمسؤولية القضائية، أسندت إلى ‏‎125 ‎ قاضياً لأول ‏مرة (بنسبة 45.6%). كما ارتفع عدد النساء المسؤولات إلى ‏‎19 ‎ قاضية، أي بنسبة 6.9% من مجموع ‏التعيينات، في خطوة نوعية مقارنة مع وضعية 2020‏‎.‎

4.‏ نحو تكريس المناصفة :

تشكل النساء القاضيات 27% من الجسم القضائي الوطني، غير أن نسبة من يتولين المسؤولية لا ‏تتجاوز 8.75% لذلك جعل المجلس من تمكين المرأة القاضية أحد محاوره الاستراتيجية، عبر فتح مسارات ‏للتكوين في الإدارة القضائية بالمعهد العالي للقضاء ابتداءً من 2025، وإطلاق دراسة ميدانية لتشخيص ‏الصعوبات التي تواجه القاضيات وتشجيعهن على الترشح لمناصب المسؤولية‎.‎

5.‏ إدماج الملحقين القضائيين :

خلال‎ ‎‏ سنة 2024، صادق المجلس على إدماج فوجين جديدين من الملحقين القضائيين في السلك ‏القضائي‎:‎

* الفوج 46‏‎ : ‎يضم 249 ملحقاً (منهم 76 امرأة)، تميز بنسبة شباب مرتفعة (91.6% دون ‏الثلاثين). وقد جرى توزيعهم بين قضاة أحكام، نواب وكلاء الملك، وقضاة بالمحاكم الابتدائية ‏الإدارية‎.

* الفوج 47‏‎: ‎يضم 299 ملحقاً (منهم 117 امرأة)، تميز بكفاءات عالية (76% حاصلون على ‏الماستر) وخبرة مهنية متنوعة. وقد عُينوا في المحاكم الابتدائية، التجارية، وأقسام قضاء ‏الأسرة‎.‎

6.‏ تعيين نواب للمسؤولين القضائيين :

في خطوة لتعزيز فعالية التدبير بالمحاكم، قام المجلس خلال سنة 2024 بتعيين ‏‎108 ‎ نائباً ‏للمسؤولين القضائيين، بعد مراجعة قراره السابق لسنة 2021 وتحيينه بما يتلاءم مع ارتفاع النشاط ‏القضائي وتوسع الخريطة القضائية للمملكة‎.

وبهذه القرارات، يضيف المصدر ذاته، يكون المجلس الأعلى للسلطة القضائية قد رسخ نهجاً إصلاحياً متدرجاً، يقوم على ‏ضخ دماء جديدة في مناصب المسؤولية، وتوسيع قاعدة الكفاءات الشابة، وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص بين ‏القضاة والقاضيات، بما يعزز استقلال السلطة القضائية ويضمن نجاعة المرفق القضائي في خدمة ‏العدالة والمتقاضين‎.‎

‏ثانيا: الترقيات القضائية برسم سنة 2023: المجلس الأعلى للسلطة ‏القضائية بت في 3626 ترقية‏:

شهدت دورة يناير 2024 للمجلس الأعلى للسلطة القضائية محطة بارزة في تدبير الوضعية المهنية ‏للقضاة، حيث عرضت على أنظار المجلس لوائح تضم أسماء القضاة المتوفرين على شروط الأقدمية ‏والاستحقاق، سواء للترقي من رتبة إلى رتبة أعلى أو من درجة إلى درجة أعلى، برسم سنة 2023‏‎.

1.‏ الترقية في الرتبة :

في ما يتعلق بالترقي من رتبة إلى رتبة، عُرضت على المجلس لائحتان: الأولى تضم 875 قاضياً من ‏الدرجة الثانية، والثانية 795 قاضياً من الدرجة الثالثة. وبعد دراسة الملفات المعروضة، ومراعاة ‏المقتضيات القانونية والمعايير المعتمدة، صادق المجلس على ترقية 1670 قاضياً في الرتبة، منها 875 في ‏إطار الدرجة الثانية و795 في إطار الدرجة الثالثة‎.‎

2.‏ الترقية في الدرجة :

أما بخصوص الترقية من درجة إلى درجة أعلى، فقد عُرضت لوائح متعددة تشمل مختلف درجات ‏السلك القضائي‎:‎

* 1410 ‎قضاة من الدرجة الاستثنائية للترقي إلى الدرجة الممتازة؛

* 159 ‎‏ قاضياً من الدرجة الأولى للترقي إلى الدرجة الاستثنائية؛

* 140 قاضياً من الدرجة الثانية للترقي إلى الدرجة الأولى؛

* 286 ‎‏قاضياً من الدرجة الثالثة للترقي إلى الدرجة الثانية‎.‎

كما عُرضت لائحة إضافية تضمنت عشرة قضاة ممن احتُفظ بهم استثنائياً في السلك القضائي ‏بموجب ظهائر شريفة، مؤهلين للترقي إلى الدرجة الممتازة. وإلى جانب ذلك، أحدث المجلس لائحة إضافية ‏خاصة بالفوج 41 من الملحقين القضائيين، شملت 219 قاضياً من الدرجة الثالثة المؤهلين للترقي إلى ‏الدرجة الثانية، وذلك تطبيقاً لمقتضيات المرسوم رقم 2.24.715 الصادر في 25 يوليوز 2024 بشأن ‏التدابير الانتقالية‎.‎

كما عرضت على أنظار المجلس ثلاث لوائح إضافية، تطبيقاً للمادة 34 من القانون التنظيمي المتعلق ‏بالنظام الأساسي للقضاة، همّت قضاة أُجّلت ترقيتهم في سنوات سابقة بسبب متابعات تأديبية انتهت ‏بالبراءة أو بمقررات قضائية لصالحهم، وشملت 13 قاضياً من الدرجة الاستثنائية، وقاضياً واحداً من ‏الدرجة الأولى، وقاضيين اثنين من الدرجة الثالثة‎.‎

وفي سياق متصل، تقدم 48 قاضياً من الدرجة الاستثنائية بتظلمات بشأن عدم استفادتهم من ‏الترقية إلى الدرجة الممتازة، فأدرج المجلس هذه الملفات للدراسة والتداول قبل الحسم فيها‎.‎

وبعد استكمال دراسة مختلف اللوائح والتظلمات، قرر المجلس ترقية 1956 قاضياً في الدرجة، ‏توزعت كالتالي: 1192 من الدرجة الاستثنائية إلى الممتازة (60,94%)، و150 من الدرجة الأولى إلى الاستثنائية ‏‏(7,67%)، و140 من الدرجة الثانية إلى الأولى (7,16%)، و474 من الدرجة الثالثة إلى الثانية ‎ (24,23%)‎‏.‏

وكحصيلة شاملة، أفاد التقرير بأنه “بناء على ما سبق، يكون مجموع الترقيات التي صادق عليها المجلس الأعلى للسلطة القضائية ‏خلال سنة 2024 قد بلغ 3626 ترقية، منها 1670 في الرتبة و1956 في الدرجة، وهو ما يعكس ‏دينامية واضحة في مسار تدبير الوضعية المهنية للقضاة، وفق الضوابط والمعايير المنصوص ‏عليها في القوانين التنظيمية المؤطرة‎”.

‏ثالثا: الحركة الانتقالية للقضاة برسم 2024: 669 انتقالاً لتدبير الخصاص ‏والاستجابة للطلبات

خصص المجلس الأعلى للسلطة القضائية جزءاً مهماً من أشغاله خلال سنة 2024 لتدبير الحركة ‏الانتقالية للقضاة، وذلك في إطار الحرص على ضمان حسن سير المرفق القضائي، وتلبية احتياجات ‏المحاكم من الموارد البشرية، فضلاً عن الاستجابة لطلبات القضاة ومراعاة ظروفهم الاجتماعية والصحية. ‏وقد استند المجلس في هذا التدبير إلى المقتضيات الواردة في القانونين التنظيميين المتعلقين بالمجلس ‏والنظام الأساسي للقضاة، وإلى المعايير المسطرة في نظامه الداخلي‎.

1.‏ انتقالات مرتبطة بالترقيات:

‎ عقب ترقية 1943 قاضياً في الدرجة برسم سنة 2023، حدد المجلس مناصب قضائية جديدة لـ 253 قاضياً ‏خلال سنتي يناير وشتنبر 2024، أي بنسبة 37.82% من مجموع الانتقالات. فيما تقرر تأجيل البت في ‏وضعية باقي القضاة بسبب عدم إمكانية تقليص عدد قضاة بعض المحاكم أو مراعاة لأوضاعهم ‏الاجتماعية‎.‎

2.‏ انتقالات لسد الخصاص :

بغية معالجة الخصاص المسجل في بعض محاكم المملكة، ومنها محكمة النقض، قرر المجلس نقل 35 ‏قاضياً، إضافة إلى تسوية الوضعية الإدارية والمالية لـ 15 قاضياً كانوا معينين في مراكز قضائية تمت ترقيتها ‏إلى محاكم ابتدائية، ليصل مجموع هذه الفئة إلى 50 قاضياً وقاضية، بنسبة 7.47% من حصيلة السنة‏‎.‎

3.‏ انتقالات بناء على طلب :

أعلن المجلس عن لائحة الخصاص ونشرها بالمحاكم وعلى موقعه الإلكتروني، فتلقى 1275 طلب ‏انتقال، عُدل عن 56 منها لاحقاً. وبعد دراسة 1219 طلباً، تقرر الاستجابة لـ 332 طلباً، إلى جانب حالة ‏مسؤول قضائي طلب الإعفاء والنقل، ليصل المجموع إلى 333 انتقالاً بناء على طلب، وهو ما يمثل 49.78% ‏من إجمالي الانتقالات‎.‎

4.‏ انتقالات مراعاة للظروف الصحية :

في إطار مراعاة الحالات الإنسانية، قرر المجلس خلال دورة يناير 2024 نقل قاضٍ واحد فقط ‏لاعتبارات صحية، بنسبة 0.15% من مجموع الانتقالات‏‎.

‏5.‏ انتقالات في إطار التكليف :

نظراً للخصاص الطارئ ببعض محاكم الاستئناف، قرر المجلس تكليف 18 قاضياً في درجات أعلى، ‏من بينهم 16 تم نقلهم إلى محاكم أخرى، فيما بقي قاضيان في مقرات عملهم الأصلية. وقد شكلت هذه الفئة ‏نسبة 2.39‏‎%‎.

6.‏ انتقالات في إطار التبادل :

استناداً للمادة 55 من النظام الداخلي، استجاب المجلس لـ 16 طلب انتقال في إطار التبادل بين ‏قضاة يعملون في محاكم من نفس الدرجة والصنف والمنطقة، بعدما استوفوا الشروط القانونية‎.‎

وأبرز المجلس الأعلى للسلطة القضائية أن الحصيلة الإجمالية والمقارنة الزمنية تفيد بأن مجموع الحركة الانتقالية للقضاة بلغ خلال سنة 2024 ما مجموعه 669 انتقالاً، ‏توزعت بين الانتقال بناء على طلب (49.78%)، الانتقال بعد الترقية (37.82%)، الانتقال ‏لسد الخصاص (7.47%)، الانتقال بالتكليف (2.39%)، الانتقال بالتبادل (2.39%)، ‏والانتقال لأسباب صحية (0.15%).‎

وتكشف مقارنة الحصيلة مع السنوات الماضية عن تزايد ملحوظ في عدد الانتقالات: ‏‏549 سنة 2021، و442 سنة 2022، و450 سنة 2023، مقابل 663 انتقالاً سنة 2024، ‏ليبلغ مجموع ما تم تدبيره خلال الأربع سنوات 2104 انتقالاً‎.‎

‏رابعا: تدبير وضعيات التقاعد وإنهاء الخدمة‏

واصل المجلس الأعلى للسلطة القضائية خلال سنة 2024 مواكبته الدقيقة لمختلف الوضعيات ‏المهنية للقضاة، انسجاماً مع المقتضيات الدستورية والتنظيمية المؤطرة لهذا المجال، حيث عُرضت عليه ‏ملفات متعددة تتعلق بتجديد وتمديد حد سن التقاعد، أو جعل حد له، إضافة إلى طلبات التقاعد ‏النسبي، والاستقالة من السلك القضائي. وقد جاءت هذه الوضعيات في سياق تنزيل أحكام المواد 65 و83 ‏و84 من القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والمادتين 104 و116 من النظام الأساسي ‏للقضاة.

* تجديد تمديد حد سن التقاعد: بعد دخول التعديلات الجديدة على النظام الأساسي للقضاة ‏حيز التنفيذ بمقتضى القانون التنظيمي رقم 14.22، الذي رفع سقف تمديد سن التقاعد إلى ‏‏75 سنة، قرر المجلس خلال سنة 2024 تجديد تمديد حد سن التقاعد لفائدة 7 قضاة لمدة ‏سنتين، وذلك من أصل 9 حالات عُرضت عليه‎.

وتوزعت الوضعيات بين تمديد ثامن، وتمديد عاشر، في حين لم يُسفر التمديد السادس عن ‏أي استفادة جديدة. وبالمقارنة مع السنوات الثلاث الماضية، يظهر منحى تنازلي واضح في عدد ‏القضاة الذين استفادوا من التمديد، حيث بلغ عددهم 359 سنة 2021، ثم 283 سنة ‏‏2022، و279 سنة 2023، ليستقر العدد في 7 قضاة فقط سنة 2024، أي ما مجموعه 928 ‏قاضياً منذ سنة 2021‏‎.

* إحالة قضاة إلى التقاعد: موازاة مع قرارات التمديد، صادق المجلس على إحالة 13 قاضياً إلى ‏التقاعد خلال سنة 2024. وتوزعت أسباب الإحالة بين طلبات شخصية لعدم تجديد ‏التمديد (10 حالات)، واعتبارات مرتبطة بالمصلحة القضائية (3 حالات). ويعكس ذلك حرص ‏المجلس على الموازنة بين حق القضاة في الاستمرار في أداء مهامهم، وضمان تجديد النخبة ‏القضائية وإفساح المجال للأجيال الجديدة‎

* التقاعد النسبي: من جهة أخرى، عرض على المجلس 9 طلبات للتقاعد النسبي تقدم بها قضاة ‏لأسباب شخصية أو عائلية أو صحية، جميعها حظيت بالموافقة بعد التحقق من استيفاء ‏شرط الأقدمية القانونية. وبهذا القرار، بلغ مجموع القضاة الذين استفادوا من التقاعد ‏النسبي خلال الفترة الممتدة من 2021 إلى 2024 ما مجموعه 40 قاضياً، وهو مؤشر على ‏التوجه نحو تكييف الممارسة القضائية مع الظروف الفردية للقضاة بما يضمن استمرارية ‏المرفق القضائي‎.

* طلبات الاستقالة: كما نظر المجلس في طلبين للاستقالة من السلك القضائي تقدّم بهما ‏قاضيان خلال سنة 2024، حيث تمت الموافقة عليهما بعد دراسة ملفيهما. ليرتفع بذلك ‏مجموع الاستقالات المقبولة خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى 5 استقالات فقط، وهو رقم ‏محدود يعكس حجم الإقبال على الاستمرار في ممارسة الوظيفة القضائية رغم ضغوطات ‏العمل بها.

وبهذا التدبير المتكامل لمختلف وضعيات التقاعد وإنهاء الخدمة، يكرّس المجلس الأعلى للسلطة ‏القضائية مقاربته القائمة على المزاوجة بين الضوابط القانونية ومتطلبات المرفق القضائي، في إطار من ‏التوازن بين مصلحة القضاة ومصلحة العدالة‎.‎

‏ خامسا: قضاة غادروا السلك القضائي سنة 2024‏

شهد السلك القضائي خلال سنة 2024 حركة مغادرة شملت 35 قاضياً وقاضية، في سياق متنوع من ‏الوضعيات المهنية والشخصية، عكست دينامية الجهاز القضائي والتحديات المرتبطة بتدبير مساره ‏البشري‎.‎

فقد أحيل ‏‎13 ‎ قاضياً على التقاعد بعد استكمال مشوارهم المهني، فيما تم تسجيل حالة واحدة فقط ‏تتعلق بالتقاعد الحتمي. أما التقاعد النسبي، فقد شكّل بدوره أحد منافذ المغادرة، حيث استفاد منه ‏‎9 ‎ قضاة لأسباب شخصية أو صحية أو اجتماعية‎.‎

وفي الجانب التأديبي، شهدت السنة ‏‎3 ‎ حالات عزل من السلك القضائي، إضافة إلى حالتين لانقطاع ‏عن العمل ترتبت عنها عقوبات إنهاء الخدمة. كما سجلت حصيلة السنة ‏‎5 ‎ حالات وفاة لقضاة وهم في طور ‏مزاولة مهامهم، ما مثّل خسارة إنسانية ومؤسساتية في آن واحد‎ .‎

أما على مستوى الاستقالات، فقد قدّم قاضيان طلبات مغادرتهم الطوعية للسلك القضائي، تمت ‏الاستجابة لها بعد دراسة ظروفهما الخاصة‎.‎

وبذلك، تكون سنة 2024 قد عرفت مغادرة ما مجموعه ‏‎35 ‎ قاضياً وقاضية، توزعت بين الإحالة على ‏التقاعد بأصنافه المختلفة، والعزل أو العقوبات التأديبية، والاستقالة، إضافة إلى حالات الوفاة.

وتبرز ‏هذه الأرقام حجم التحدي الذي يواجهه المجلس الأعلى للسلطة القضائية في مجال تجديد الطاقات ‏القضائية وضمان استمرارية المرفق العدلي بنفس الكفاءة والتوازن‎.‎

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة