الحاج عبد الهادي التاجموعتي..مناقب خير ووفاء لا تعد ولا تحصى

26 سبتمبر 2025آخر تحديث : منذ 3 أسابيع
med246
اقتصادمجتمع
الحاج عبد الهادي التاجموعتي..مناقب خير ووفاء لا تعد ولا تحصى

هناك رجال يولدون ليتركوا أثراً لا يزول، ورجالاً تختزل فيهم معاني العصامية والكرم، فيصبحون ذاكرة جماعية لمدنهم وأوطانهم. من هؤلاء يبرز الحاج عبد الهادي التاجموعتي، الرجل العصامي الذي انطلق من حرفة النحاس، ليصنع لنفسه ولغيره مجداً صناعياً واجتماعياً ظل شاهداً على محبة فاس وأهلها.
ولد سنة 1921 في مدينة فاس، وعرف منذ بداياته أن العمل قيمة ورسالة. بدأ مساره سنة 1945، قبل أن ينتقل إلى حي عين قادوس في الستينيات، حيث أسس شركة “التاج”، أول شركة متخصصة في تحويل المعادن بالمدينة. ومن هناك انطلقت مجموعته الصناعية، لتصبح منتجاتها – من السيراميك إلى البراغي – جزءاً من تفاصيل الحياة اليومية في بيوت المغاربة.
لكن ما جعل اسمه محفوراً في قلوب الناس ليس فقط نجاحه الصناعي والاستثماري، بل أعماله الخيرية والإنسانية التي لا تُحصى. من رأس الماء إلى بنسودة، من عين قادوس إلى قلب المدينة، ترك بصمات باقية: مستشفى للأطفال، دار للأيتام تستقبل مئات اليتامى، مركز للتدريب المهني، دار للولادة تشهد مئات الولادات شهرياً، مجمع رياضي، ومسجد الإمام مالك الذي يظل معلماً بارزاً في فاس.
كان الحاج التاجموعتي نموذجاً للمحسن العصامي الذي جمع بين ريادة الصناعة وصدق الإيمان بالعمل الخيري. رجل وظّف آلاف العمال في ظروف مهنية محترمة، ومنح لفاس ليس فقط معامل ومنتجات، بل أيضاً مدارس للرحمة وأفقاً للكرامة الإنسانية.
رحل سنة 2011 عن عمر ناهز التسعين، لكن سيرته لم ترحل، إذ بقيت شاهدة على زمن كان فيه فعل الخير عقيدة، وعلى رجل أحب مدينته حتى آخر أنفاسه.
الذاكرة الفاسية ترد الاعتبار اليوم لرمز من رموزها، وتقول: شكراً للحاج عبد الهادي التاجموعتي، الرجل الذي جعل من العمل رسالة، ومن الخير سبيلاً، ومن فاس وطناً يستحق التضحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة