أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، خلال قمة روسيا-إفريقيا المنعقدة بمدينة سان بطرسبرغ الروسية، أن المملكة المغربية تـؤمن بالحاجة إلى تـكثـيف الجهود وتـشجيع التعاون الدولي والإقلـيمي، لمواجهة تحديات هذه الأزمة وإزالة العراقيل، وبناء مستقبل يـمكن جميع دول القارة من ضمان أمنها الغذائي وكذا في مجال الطاقة. وذلك بالنظر إلى التحديات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية على مستوى الأمن الغذائي والطاقي، خاصة في القارة الإفريقية.
وأفاد أخنوش الذي يمثل الملك محمد السادس في هذا الحدث الدولي، في كلمة له خلال الجلسة العامة للقمة، اليوم الجمعة، بأن هذه القمة تأتي في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتـزايد حدة الصراعات والتـوتـر في عدة مناطق من العالم، موضحا المحددات الجوهرية والأساسية التي يـنبني عليها موقف المغرب بشأن الأزمات الراهنة.
ويتعلق الأمر بحسب رئيس الحكومة، “باحترام الوحدة التـرابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، واحترام مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، والتـشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة”.
وشدد رئيس الحكومة على سعي المغرب لأن تـمكن هذه القمة من تعزيز هذه العلاقات وإطلاق مجالات تعاون مبتـكرة، كفيلة بالنهوض بالتنمية وتوطيد الأمن والاستقرار بقارتنا الأفريقية، وبـفتح آفاق أوسع أمام مستـقبـل العلاقات الأفريقية الروسية.
في سياق آخر، استعرض أخنوش مقومات الرؤية الملكية الرامية لتعزيز علاقات القارة الإفريقية مع مختلف شركائها، مؤكدا “التزام المغرب الدائـم” بعلاقته مع مختلف شركائه الاستراتيجيين.
وأبرز بأن “جلالة الملك كان سباقا إلى التـنبيه إلى ضرورة تغيير زاوية التعامل مع القارة الافريقية من طرف شركائها التقليديين”، مستحضرا الخطاب الملكي في افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان سنة 2014، بقوله “فـقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقـدر ما تحتاج لشراكات ذات نـفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية”.
وأضاف رئيس الحكومة أن وضع القارة الإفريقية ومستقبلها أضحى، في ظل هذه الرؤية الملكية، أولوية محورية للسياسة الخارجية المغربية، موضحا أن “الرؤية الملكية تنطلق من أن إفريقيا تتوفر على إمكانات بشرية وطبيعية هائلة، وتطمح بشكل مشروع إلى تحديد دورها ومصالحها في علاقتها مع بقـية دول العالم بطريقة مستقلة وسيادية”.