عزيز أخنوش ومسلسل الإشاعات التي لا تنتهي….

4 أغسطس 2025آخر تحديث : منذ شهرين
med246
اقتصادمجتمع
عزيز أخنوش ومسلسل الإشاعات التي لا تنتهي….

منير الأمني
ما إن تطلق إشاعة هنا أو يجتزأ تصريح من سياقه هناك، حتى تنشط جوقة الإشاعات في حياكة سيناريوهات درامية تنطلق من لاشيء، لكنها تتجه نحو هدف واحد يتمثل في محاولات يائسة لاستهداف الرجل. حيث تقدم هذه السرديات في هيئة “تحقيقات” أو “تحليلات”، غير أنها، في حقيقتها، لا تعدو أن تكون حملات موجهة لمصالح ذاتية أو توظف لتصفية حسابات سياسية ضيقة.
فيكفي أن تطل إحداهن ببث مباشر من غرفة نومها، لتختلق قصة تدافع بها عن نفسها في نزاع شخصي مع زميل لها في “الحرفة”، حتى تتحرك آلة ترويج الأكاذيب بتناغم مفضوح، يكشف عن هم واحد ونفَس مشترك يجمع هاته الجوقة.
بل إن مجرد ظهور وزير الداخلية في لقاء عادي مع قادة الأحزاب، يكفي ليفتح شهية هؤلاء لترويج قصص خيالية تبنى على قراءات متسرعة، لا تفتقر إلى المعلومة فحسب، بل تعكس غياب الحس السياسي، وتظهر مقاربات يغلب عليها الطابع العاطفي أكثر منه تحليل سياسي رصين.
ومن فرط التسرع وقلة التبصر، قد يندفع أحدهم إلى كتابة مقال كامل يعلق فيه على خطأ بسيط صدر عن صفحة حزبية محلية، كغيرها من عشرات الصفحات التي تنشأ أحيانا بمبادرات فردية من أعضاء أو متعاطفين، وقد تصدر عنها منشورات لا تعبر بأي حال من الأحوال عن المواقف الرسمية.
غير أن الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها، هي أن هذه الحملات، بما تنطوي عليه من عداء وافتراء، تعكس في جوهرها حجم الحضور السياسي الوازن لعزيز أخنوش، ونجاحه في إدارة المرحلة بثبات واتزان، مستندًا إلى رؤية واضحة، وبرنامج حكومي يُنفذ بخطى ثابتة وإرادة لا تلتفت إلى الضجيج.
لذلك، ستظل هذه الحملات، على تعددها وتنوعها، حبيسة الفضاء الافتراضي، وأسيرة منطق الابتزاز والمصالح الضيقة، لأنها تفتقر إلى الحد الأدنى من المسؤولية السياسية، ولا تمتلك مقومات التأثير الجاد في المشهد العام. وهو ماسيجعلها مجرد صدى عابر في ضجيج رقمي لا ينتج أثرا ولا يغير مسارا….

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة